"نعمل على إنشاء ألعاب تضع الثقافة القطرية في الواجهة، مما يمنح اللاعبين سواء في الدوحة أو طوكيو تجربة حقيقية وممتعة."
بالنسبة لفادي صوفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كورجيم استوديوز، لم يكن تحقيق هذا الهدف وليد اللحظة، بل ثمرة سنوات من الشغف والعمل. فقد بدأ اهتمامه بألعاب الفيديو الكلاسيكية في تسعينيات القرن الماضي، وتطور هذا الشغف ليقوده إلى احتراف هندسة البرمجيات. ومن هناك، انطلقت شركته لتصبح واحدة من أبرز الشركات الرائدة في مجال تطوير الألعاب في قطر.
تأسست شركة كورجيم استوديوز في عام 2024 ضمن منظومة المدينة الإعلامية قطر، وهي واحدة من شركات تطوير الألعاب في مراحلها المبكرة. يركز الاستوديو على إنتاج ألعاب كمبيوتر تجسد الهوية المحلية والطموح الإبداعي، وقد انطلقت أول إصداراته "بيوند سولار" لتجمع بين الخيال العلمي ورواية القصص الإقليمية، وتسلط الضوء على زاوية غير مألوفة قلّما تتداولها الألعاب الرائجة.
لماذا المدينة الإعلامية قطر؟
منحت المدينة الإعلامية قطر كورجيم استوديوز البنية والدعم اللازمين لتحويل الفكرة إلى استوديو ناجح وفعال.
يقول فادي صوفي: "مرت عملية الإعداد بأكملها بلا جهد يذكر. تلقينا في كل خطوة توجيهات واضحة ودعما قويا، مما سمح لنا بالتركيز على هدفنا، وهو بناء الاستوديو".
لم يقتصر قرار الانضمام إلى المدينة الإعلامية قطر على الاستفادة من التسهيلات الإدارية، بل تولد رغبة في الانتماء إلى منظومة تُقدّر الابتكار وتستثمر بجدية في صناعات جديدة مثل صناعة الألعاب. ومع ندرة عدد منصات تطوير الألعاب الراسخة في البلاد، هيأت المدينة الإعلامية قطر البيئة المناسبة لنمو وازدهار كورجيم استوديوز، حيث قدمت رؤية واضحة، ودعمت تبسيط العمليات، وأفسحت المجال أمام الشراكات الإبداعية والاستراتيجية.
انطلاقا من تسهيل المشاركة في فعاليات القطاع ووصولا إلى ربط الفريق بالجهات الفاعلة في المنطقة، كان الدعم فعليا ومتواترا. وبالنسبة لاستوديو جديد يعمل في قطاع متنامٍ، فقد شكل
"بيوند سولار": لعبة متأصلة في الزمان والمكان
تعكس أولى ألعاب كورجيم استوديوز، طموحات الفريق التكنولوجية، والتزامه بسرد الروايات الثقافية. تمزج لعبة "بيوند سولار" بين الخيال العلمي وسمات مستوحاة من القيم والجماليات القطرية، مجسدة بيئة مستقبلية فريدة ذات طابع إقليمي أصيل.
لا يزال "بيوند سولار" قيد التطوير، وقد تم عرضه بالفعل في العديد من الفعاليات المرموقة، بما فيها معرض "جيكدوم" التابع لمؤسسة الدوحة للأفلام، ومعرض "مال لوَّل" ومهرجان "فريج الفن". لقد أكد التجاوب وردود الأفعال على ما آمن به الفريق منذ البداية، وهو جهود هذه المنطقة في إفساح المجال لتقديم شيء جديد ومبتكر في صناعة الألعاب
يرى فادي أن هذا المشروع بمثابة استعراض لما يمكن أن تبدو عليه الألعاب في قطر. ويعلق قائلا: "أردنا ابتكار شيء حقيقي، يعكس أصولنا دون قيود. لقد استهدفنا بناء عالما غامرا للاعبين العالميين، ومألوفا للاعبين المحليين".
من بناء عالم اللعبة والرواية إلى التصميم المرئي، يتم إجراء تطوير داخلي لكل جزء من لعبة "بيوند سولار" بواسطة فريق متنامٍ مقره الدوحة. وبصفتها واحدة من أولى الألعاب من نوعها في قطر، تحمل اللعبة مسئولية وضع معيارا جديدا، ووعدا بتشجيع الآخرين على اتباعه والالتزام به.
تسريع وتيرة النمو من خلال الدعم المناسب
منذ انضمامها إلى المدينة الإعلامية قطر، شهدت كورجيم استوديوز تقدما ملحوظا. فما كان يبدو في السابق تطورًا بطيئًا وتدريجيًا، اكتسب اليوم زخمًا كبيرًا. يشير فادي: "في الشهرين الماضيين فقط، ارتفعت نسبة التشغيل من 10% لتصل إلى 70%". ويضيف: "لقد أسهم وجود كادرا قويا ودعما مواتيا من حولنا في إحداث فرقا كبير".
لا يقتصر دور المدينة الإعلامية قطر على ما تحظى به من بنية تحتية متطورة وما تمنحه من تسهيلات في إجراءات الترخيص، حيث تعاونت كورجيم استوديوز في أغسطس 2024، مع مؤسسة الدوحة للأفلام والمدينة الإعلامية قطر لقيادة مبادرة "ورشة عمل جيكدوم لتطوير الألعاب"، التي صُممت خصيصا لإلهام الجيل القادم من مُطوري الألعاب في قطر. استهدفت الورشة فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، وطرحت 12 جلسة تدريبية، تعرف المشاركين من خلالها على أساسيات تطوير الألعاب، وما تشمل من مراحل التصميم، والرسوم المتحركة، والتفاعل، واختبار المستويات
بالنسبة إلى كورجيم استوديوز، شكلت الورشة وسيلة فعالة للمساهمة في قطاع إبداعي ومتنامٍ، وتسليط الضوء على دور تطوير الألعاب المحلية في تعزيز الأهداف الوطنية المحفزة للابتكار والتكنولوجيا.
فضلا عن المبادرات التعليمية، دعمت المدينة الإعلامية قطر كورجيم استوديوز عبر تمكينها من الوصول إلى شركاء استراتيجيين، والمشاركة في فعاليات القطاع، وسلاسة إعدادات التشغيل. وقد أتاح هذا الدعم المباشر للفريق الفرصة للتركيز على التطوير والتوسع بخطى سريعة.
تركز كورجيم استوديوز على المضي قدما في تطوير "بيوند سولار" ووضع أسس المشروعات المستقبلية. وسواء حقق الإصدار الأول نجاحًا كبيرًا أم لا، فسيظل بمثابة مقياسا لما يمكن تحقيقه في مجال تطوير الألعاب في قطر.
يقول فادي: "إن كوننا من أوائل شركات تطوير الألعاب في قطر، يجعلنا نأخذ على عاتقنا مسؤولية تقديم نموذج إيجابي للآخرين، فنجاح "بيوند سولار" لا يقتصر على تحقيق مكاسب مادية فحسب، بل يتعلق بإنشاء نموذجا تحتذي به الشركات الأخرى ومطوري الألعاب الطموحين في المنطقة."
وبفضل فريق العمل القوي والدعم المستمر من المدينة الإعلامية قطر، تتطلع كورجيم استوديوز إلى تحقيق النمو على المدى الطويل.
ويختتم فادي حديثه: "إذا كنت تعتزم بجدية بناء شيء ما في هذا المجال، فمن الجيد أن تحيط نفسك ببيئة يعي من فيها طبيعة ما تسعى إليه. لقد حالفنا الحظ حين منحتنا المدينة الإعلامية قطر ذلك. لم يكن الأمر يتعلق بالحصول على ترخيص فحسب، بل أيضا بالحصول على مساحة مناسبة للعمل، وإيجاد الدعم اللازم للنمو، والوصول إلى كيانات رائدة تساعد على المضي قدمًا."